العُطلة الصامتة..اسعدني اليوم ولا تُبالي

طاب مسائكم

لقد تأخرت عن موعد التدوينة وذلك دون قصد مني…

استيقظت في وقت متأخر من اليوم… أشعر بالخدر في رأسي وأطرافي… والحقيقة أني رفعتُ رأسي من على الوسادة ولكني لم استيقظ بشكل كامل حتى الآن.

يبدو أنه كان اسبوع مُرهق للغاية فلا النوم كفاني، ولا الكافيين نجّاني..

حاولت أن أنجز أي شئ في يومي لكني لم أنجح سوى في اعداد الفطور، والاطلاع على بعض المحتوى…

ظلت صامتة طوال اليوم ورأسي يؤنبني.. أهذه هي العُطلة التي انتظرتها مذ بداية الاسبوع لتُنجزي بعض أعمالك، أين مقال اليوم وثريد اليوم، أين بداية العدد الجديد من نشرتك؟

ولكن ورُغم تأنيب عقلي وضميري لي، لم يكن حقيقي الأمر بيدي، فقط كلما حاولت المقاومة والعمل على شئ، يفِّرُ هذا الشئ من عقلي ويختفي.

حسناً تكفي هذه الدراما، كل ما في الأمر أني سافرت العُطلة الماضية لمحافظة الفيوم ولم استرح بعدها، وواصلت اسبوع آخر دون راحة…

هل حدثتكم من قبل عن محافظة الفيوم؟

لا أتذكر حقيقةً إذا تحدثت عنها أم لا، ولكنها فرصة جيدة لأتحدث عن تلك المحافظة الرائعة، التي أشعر فيها بالدفء والوّد والسعادة.

الفيوم بين الأساطير والواقع

لقد كثُرت الأقاويل والأساطير حول سبب تسمية المحافظة إلى الفيوم، فهناك من يقول أنها كانت تُسمى “بيوم” باللغة المصرية القديمة وتعني البحيرة وذلك لإحاطتها ببحيرة قارون ثم تحور الاسم ليصبح الفيوم.

كما تواردت الأساطير أن اسم الفيوم مكون من الف يوم وهو ما يرمز لبقاء نبي الله يوسف بها ألف يوم.

والحقيقة لا أدري صحة هذا أو ذاك.

بحيرة قارون

تقول الاسطورة أن قصر قارون عندما خسف الله به الأرض غرق في البحيرة، ولكن علماء الآثار أن نسبة اسم البحيرة ترجع لكونها قديماً كانت تسمى بحيرة القرون نسبةً لكثرة القرون والخلجان فيها، وتحول الاسم بعد ذلك إلى بُحيرة قارون ولا صحة لوجود قارون الذي خسف الله به وبقصره الأرض هناك بحسب علماء الآثار المصريين.

صورة لبحيرة قارون مصورة من الحافلة

ولكن صدقاً أرى أن الفيوم لا تحتاج إلى أساطير أو خرافات لتصبح ساحرة، فأنا أرى سحرها في طبيعتها المُتنوعة والتي تجمع بين الطبيعة الصحراوية والبحيرات والبيئة الزراعية، هذا غير ما تتألق به المحافظة من مواكبة العصور من عصر فرعوني وروماني وقبطي واسلامي.

ولتنوع الآثار والطبيعة في الفيوم فإن يوماً واحداً لا يكفي لزيارة كل معالمها لذا غالباً ما أزور نفس الأماكن، وقريبا بإذن الله سأكمل الأماكن التي لم أزورها بعد.

لقد زرت في عُطلتي الماضية في البداية مدرسة صناعة الخزف في قرية تونس، وشاهدت روعة المشغولات اليدوية تبعاً للتراث التنوع الذي تنعم به المحافظة.

بازار مينرفا للفخار والخزف بقرية تونس

ثم ذهبت لمحمية وادي الريان والتي تُحيطها الشلالات ذات التدفق العالي يُضيف سحراً على هدير الماء فيُجبر كل الطبيعة على الصمت في حضرته.

شلالات وادي الريان

ركبتُ مركب في بحيرة وادي الريان، أو كما يدعوها ” الفلوكة” وكانت ممتعة للغاية.

ثم انتقلنا إلى المنطقة الأجمل والأقرب لقلبي “البحيرة المسحورة”.

حيث بدأ الأصدقاء بصعود الجبل والتزحلق على الرمال مُستعنين بما يُسمي الساندبورد، أما أنا صعدت الجبل لأهبط للجهة المقابلة حيث البحيرة المسحورة.

البحيرة المسحورة

والتي تُشعرك بروعة الهدوء وكم أن في الحياة أشياء رائعة فقط تحتاج السفر، حقاً عندما يغلبك الروتين والملل والإرهاق فإن أرض الله واسعة يا صديقي.

يمكنك سرقة يوم رغم كل الإرهاق كما أقول لنفسي أحياناً اسعدني اليوم ودع غداً لغداً.

كان كل هذا لليوم، نعم كانت عُطلتي صامتة ويغلب عليها الإرهاق، لكن حينما تذكرت معكم متعة العُطلة الماضية خفف هذا كثيراً من حدة الإجهاد.

ملحوظة :كل الصور من تصويري بهاتفي الأصيل المُتهالك Honor 8x

للإطلاع على مزيد من صور الأماكن التي اقضي عُطلتي بها، يمكنك زيارة حسابي على الانستجرام dinaalhawary25

دُمتم بسعادة وهناء، حدثوني عن أخر عُطلة ممتعة سافرت فيها وشاركوني الصور والاساطير.

4 رأي حول “العُطلة الصامتة..اسعدني اليوم ولا تُبالي

أضف تعليق